العرب في الإكوادور كما نعلم كلنا بأن العرب الأوائل أهتموا كثيرا بالهجرة والسفر من مكان لأخر وذلك من أجل التجارة ونقل الإسلام إلى بقاع متفرقة من العالم وعلى الرغم من بعد الإكوادور جغرافيا حيث أنها تقع في قارة أمريكا الجنوبية إلا أن العرب المسلمين وصلوا لها وإستوطنوا فيها ولهذا سنتناول الحديث بالتفصيل عن تاريخ العرب في الإكوادور.
تاريخ العرب في الإكوادور
- حيث يوجد أعداد كبيرة من العرب في الإكوادور والذين أصبحوا أكوادوريين مع مرور الزمن من أصل عربي، ومعظم العرب هناك من أصول لبنانية وأردنية وفلسطينية، فهم أحفاد هؤلاء المهاجرين الذين أستقروا في البلاد في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، ويعتنق الغالبية العظمى من أولئك العرب الكاثوليك الذين تركوا بلادهم وهاجروا لأسباب اقتصادية ودينية.
- وفي البداية عمل العرب في الإكوادور كتجار في الشوارع وتقدموا بعدها ليصبحوا قادة اقتصاديين وسياسيين مهمين في البلاد اليوم، وبالرغم من وجود تعريف ذاتي عرقي بين العرب هناك خاصة في الجيل الأول، إلا أن معظم العرب تزوجوا من البيض أو المولدين، وستجد أن أحفادهم لا يتحدثون اللغة العربية نهائيا، إلا أنهم مازالوا يحتفظون بالعديد من التقاليد مثل الطعام والرقصات النموذجية في المنطقة.
- فعلى عكس ما يرى الكثير بأن أصل العرب في الإكوادور كانوا يهودًا أو مسلمين لكنهم في الواقع كانوا كاثوليك بما في ذلك القديس نارسيس دي خيسوس ثالث قديس إكوادوري فهو من أصل عربي، وصار اليوم الكثير من الشخصيات البارزة في الإكوادور من أصول عربية مثل العمدة السابق غواياكيل خايمي نيبوت، كما يوجد أيضا ملكة جمال الإكوادور وهناك السياسيين المشهورين .
- كما يبلغ إجمالي عدد سكان العرب في الإكوادور حوالي 37000 نسمة، إلا أنه خلال القرن الماضي تمكنت التعدادات من الوصول إلى مجموع 50.000 عربي يعيش في الإكوادور، كما بلغ عدد أحفاد العرب 82907 يعيشون على الساحل وحوالي 68.000 في الجبال، حيث ستجد أن المدن التي يعيش فيها هؤلاء السكان المنحدرين من العرب هي كوستا، سلسلة جبلية، وكذلك كيتو غواياكيل فهي تعتبر مقرا للتحالفات العربية وأيضا مراكز ثقافية مرتبطة بهذه الثقافة، كما تضم الإكوادور حاليًا 700 مسلم في الإكوادور.
قد يهمك
تاريخ الإسلام في جمهورية الأكوادور
لا يمكننا الحديث عن تاريخ العرب في الإكوادور دون التعرف على تاريخ دخول الدين الإسلامي إلى هناك وكان تاريخه كالأتي:
- حيث بدأ الدين الإسلامي في الظهور في الإكوادور منذ ما يزيد عن مئة عام، وبالتحديد مع بداية هجرة السوريين واللُّبنانيين إلى هناك في عام 1911م.
- كما بدأت أعداد المسلمين في التزايد خلال العَقدين الأخيرين من القرن العشرين، وبالأخص بعد وصول عدد كبير من المهاجرين من جنسيات مختلفة مثل: الفلسطينيين والمصريين وأيضا الإيرانيين والأفغان.
- وعلى الرغم من أن العرب في الإكوادور إبتعدوا عن أوطانهم إلا أنهم حافظوا على هُوِيَّتهم الثقافية والدينية، وخلال تلك السنوات الطويلة أسّس المسلمون والمسيحيون العرب منظمةً غيرَ دينية تعرف بإسم ليكلا Lecla، وبعدها قاموا بتأسيس النادي العربي في الثمانينات.
- وفي رواية تاريخية أخرى ترى أن الإسلام وصل إلي الإكوادور من خلال المسلمين الذين هاجروا من الأندلس إليها منذ خمسة قرون، وذلك إسنادا لوجود عدد من المدن تحمل أسماءً ذات خلفية إسلامية، مثل مدينة ماتشلا ومدينة ماكاس، كما يوجد بعض الآثار والزخارف الإسلامية، بالإضافة إلى وجود الكتب الإسلامية التي تؤكد ذلك، والتي توارثتها الأسر المسلمة وحافظت عليها مثل: المصحف الشريف وأيضا كتب الحديث النبوي وعلوم القرآن الكريم وبعض دواوين الشعر وهذا هو الرأي السائد والمعترف به في أمريكا اللاتينية.
- وأثناء منتصف التسعينات بدأ يدخل عدد من سكان الإكوادور دين الإسلام، حيث كانوا يستأجرون مكانًا لإقامة صلوات الجمعة وبعدها قرروا بناء المساجد، حيث وفّرت السفارة المصرية موقعًا من أجل الصلاة.
- إلى أن تم بناء مسجد “خالد بن الوليد” في العاصمة “كيتو” سنة 1991، تمّ تسجيله سنة 1995، ويعتبر هذا المسجدَ هو الأكبرَ مساحةً في الدولة اللاتينية، والذي يقع في شارع “لوس شيرز” بالتقاطع مع “إلوي ألفارو”.
- وفي 15 أكتوبر 1994 تم بناء المركز الإسلامي في الإكوادوري والذي يحتوي على مسجدَ السلام، وأيضا مُصَلّى للسيدات، حيث يوجد به مجموعة من النشاطات التي تقام به مثل الدروس القرآنية لتحفيظ المسلمِ القرآنَ الكريم، إلى جانب تعليم اللغة العربية، كما يعتبر هذا المركز أول منظمة دينية إسلامية معترف بها بالنسبة للحومة الإكوادورية، والذي تأسس على يد الشيخ “يحي سوكيو” .
- وقد تم تأسّس المركز الإسلامي في مدينة جواياكيل ورئيسها الحالي هو “عبد الله خوان سعود”، وأغلب المسلمين في الأكوادور من أهل السنة والجماعة حيث تضم جمهورية الإكوادور سبعة مساجد، منها إثنان في كيتو، وإثنان أخرين في جواياكيل، بالإضافة إلى وجود مسجد في كلٍّ من كوينكا Cuenca (مسجد الشروق)، وماتشالا Machala (مسجد محمد)، وكذلك ماكاس Macas(نور الإسلام).
- كما تم تأسّس المركز العربي اللاتيني في الأكوادور عام 2015م الذي يهتم بالدعوة إلى الإسلام وأيضا تعليم اللغة العربية في القارة اللاتينية، ويمتلك المركز فروع في 13 دولةً أخرى في أمريكا الجنوبية، كما يعمل به عدد كبير من شباب الأزهر، ورئيس المركز “محمد منصور” دكتور مصري، ولا يقتصر دور المساجدَ للصلاة والدروس الدينية فقط، ولكن لتحقيق التعايش والتكامل داخل مجتمعهم.
تعرف على
شخصيات عربية ناجحة في الإكوادور
كما تحدثنا من قبل بأن العرب في الإكوادور نجحوا في الإندماج مع المجتمع الإكوادوري حيث يوجد العديد من الشخصيات البارزة والمضيئة في الإكوادور من أصل عربي من أهمها ما يلي:
- “مايبيلين ثريا ألباريز” وهي مسلمة من أصل عربي تبلغ من العمر25 عامًا، وتعمل بالقوّات الجوية لجمهورية الإكوادور منذ عام 2008، حيث تخرّجت من معهد علوم الطيران، وتعتبر أوّلَ قائدةٍ مسلمة في مجال الطيران في أمريكا اللاتينية كلها، حيث تعمل في سلاح الجَوّ بالإكوادور، كما أن والد مايبيلين ثريا من أصولٍ مصرية وهما يعتنقون الإسلام، حيث تحدثت “ثريا ألباريز” في حوار صحفي وقالت “إن كافة الأبواب فُتحت لها، على رغم من أنه لم تَصِلْ أيُّ امرأةٍ مسلمة لمثل هذه الوظيفة، في أي من دول أمريكا اللاتينية”.
- وهناك شخصية أخري وهو “أليخندروا بيا جوميز”، وهو مسلمٌ إكوادوري واحد من الأبطال الأوليمبيين، كما أنه بطل المنتخب القومي في المصارعة الرومانية، فقد لعب بإسم دولةَ الإكوادور في الكثير من المَحافِلِ الرياضية الدولية في روسيا ودول البلقان وهو من المسلمين الجدد.
- بالإضافة إلى مؤسس أول مركز إسلامي في الأكوادور “يحيى خوان سوكيل”، والذي تم إضافته ضمن أهم مائة شخصية إسلامية في العالم هو وزوجته، عام 2009 بسبب ترجمته العديد من الكتب للغة الأسبانية والتي تتحدث عن الإسلام.
قد يهمك
هنا نكن قد إنتهينا من الحديث بالتفصيل عن تاريخ العرب في الإكوادور وكذلك تاريخ الإسلام في الإكوادور وأهم المباني الإسلامية هناك والتي أسسها العرب في الاكوادور إلى جانب الحديث عن شخصيات عربية ناجحة في الإكوادور.