اللغة العربية في السنغال تحظى اللغة العربية بمكانة متميزة وكبيرة لدى المسلمين فى كافة بقاع الأرض لارتباطها العظيم بالإسلام، ويعد هذا الأمر من اسباب دعمها وتعهدها لدى العديد من الاشخاص ، حيث أن العربية والدين الإسلامي يرتبطان بعضهم البعض فى تاريخ دخولها للسنغال، مع العلم أن اللغة العربية دخلت السنغال فى القرن السابع الميلادى.
ولذا فإننا في السطور التالية لمقال اليوم سوف نعرض لكم تفاصيل دخول اللغة العربية في السنغال وأهم المشكلات والتحديات التى تواجهها.
اللغة العربية في السنغال
لقد كانت بداية دخول اللغة العربية للسنغال فى القرن السابع الميلادى وذلك مع دخول الفرنسين للسنغال ، حيث قاموا بإنشاء المدارس الحديثة عام 1850م ، وأصبح الأهالي يرسلون ابنائهم للمدارس الإسلامية فى البلاد ، وفى خلال ذلك ظل تعليم اللغة العربية حاضرا فى المعاهد التقليدية فى السنغال ، كما ان بعض السنغاليين سافروا إلى الدول العربية لتعلم اللغة ، ولم تتغير أوضاع تعليمها كثيرا بعد الحصول على الاستقلال إلا بعد برنامج الإصلاح التعليمى الذى بدأ فى السبعينات .
ويقول العديد من الأشخاص فى السنغال أن اللغة العربية مازالت تدرس فى البلاد فى المدارس الحكومية من المرحلة الإبتدائية وحتى المرحلة الجامعية.
اقرأ المزيد عن
أهم مراكز تعليم اللغة العربية في السنغال
بعد ظهور الإسلام فى السنغال ظهرت العديد من المراكز التعليمية المهمة لنشر الإسلام وثقافته فى البلاد، ومن أهم مراكز تعلم اللغة العربية في السنغال نذكر ما يلى:
1- جامعة بير
تعتبر جامعة بير واحدة من أهم مراكز تعليم اللغة العربية في السنغال ، وهى عبارة عن جامعة شعبية تقليدية دينية عريقة لعبت دور هام ومهم في نشر شعاع اللغة والثقافة والعلم فى السنغال ، كما أن أحد الباحثين يري أن تأسيس أول جامعة إسلامية بالمعنى الصحيح فى السنغال هى جامعة بير الإسلامية .
ومن الجدير بالذكر أن جامعة بير من أبرز الجامعات التى تعلم مبادئ اللغة وعلوم الرسم فى البلاد ، وقد ظلت هذه الجامعة لمدة طويلة مركز ثقافي دينى يثير العقول والأذهان ، كما أنها تعمل على نشر الثقافة العربية والإسلامية داخل بلاد السنغال.
2- جامعة كوكي العريقة
تعتبر جامعة كوكى العريقة احدى الجامعات الإسلامية الشعبية العريقة في السنغال ، والتى لعبت دور كبير فى نشر الإشعاع الدينى والفكرى في البلاد ، وقد تم تأسيس هذه الجامعة على يد المختار أندومب جوب ، ومن الجدير بالذكر أن هذه الجامعة لا تقل أهمية عن جامعة بير ، كما أن لهذه الجامعة صفة تقليدية أصيلة فى السنغال فى نشر مبادئ اللغة العربية والثقافة الإسلامية .
3- المعاهد والمدارس الحديثة في السنغال
لقد ظهرت العديد من المعاهد والمدارس الحديثة فى السنغال والتى تقدم العديد من المناهج المعاصرة لتلقي العلوم الإسلامية واللغة العربية وأدابها ، وقد اتبعت هذه المدارس طريق تقليدية للتدريس ، ولكن تم تطوير هذه المناهج فيما بعد ، وكانت من ابرز المؤسسات التعليمية ذات الصفة الحديثة فى السنغال نذكر ما يلي :
- معهد الفلاح
- مركز التعليم الإسلامى ابن تيمية
- معهد الشيخ الحاج عبدالله انياس بكاولاخ
- معهد الأزهر للشيخ مرتضي امباكي
- منار الهدى
كما أنه مع بداية السبعينات ازداد عدد المدارس التى تقوم بتدريس اللغة العربية فى السنغال ، كما تزايد حملة الشهادات العالية مثل الحصول على الليسانس والماجستير والدكتوراه ، وقد أعطت الحكومة السنغالية لها أهمية كبيرة لتدريس اللغة العربية ، وقد تم دمج اللغة العربية فى المدارس الفرنسية وفى بعض الإدارات الوطنية .
كما تم توظيف العديد من المدرسين لتدريس اللغة العربية ، كما أصبحت اللغة العربية تحتل المركز الثالث فى المؤسسات الحكومية الرسمية
قد يفيدك أن تقرأ عن
أهم مشكلات وتحديات اللغة العربية في السنغال
تواجه اللغة العربية فى السنغال العديد من المشاكل والتحديات فى تدريسها ، ومن أبرز هذه المشكلات والتحديات التى تواجهها اللغة العربية نذكر ما يلى :
- إن مناهج اللغة العربية لا تناسب الدارسين فى السنغال
- أغلب المدارس العربية فى السنغال لا تهتم بالانشطة الصيفية
- غياب الوسائل التعليمية الحديثة والتجهيزات المدرسية داخل السنغال
- أغلب المدرسين فى مدارس السنغال فى حاجة شديدة إلى التكوين التربوي
- إن أساليب القياس والتقويم ليست واضحة فى أذهان العديد من اصحاب المدارس فى السنغال ولذا فهى غير مطبقة بشكل علمي
- إن العامل الدينى ساهم بشكل كبير فى عدم اعتراف الدولة باللغة العربية
- إن الإشراف التربوي فى المدارس العربية فى السنغال ليس لها جدوى
يمكنك أن تقرأ عن
دور الشيوخ فى ارساء الإسلام واللغة العربية في السنغال
- لا يمكن لأحد أن ينكر دور الشيوخ فى ارساء الثقافة الإسلامية والعربية فى السنغال ، حيث كان لهم دور كبير فى نشر اللغة فى غرب أفريقيا وفى القارة الأفريقية بشكل عام ،كما للشيوخ دور كبير ومهم فى بناء الكثير من المدارس العربية الكتاتيب والمحاضر فى البلاد.
- ويري بعض الباحثين أن الثقافة الإسلامية ظهرت فى العديد من المناطق فى القارة الافريقية من خلال جهود زعماء التصوف والشيوخ اللذين تصدوا للمجتمعات الوثنية وقاموا بنشر اللغة بين العديد من الأشخاص .
- وبفضل هؤلاء الباحثين انتشرت الثقافة الإسلامية فى مجتمعات الصحراء الكبري والقارة الأفريقية ، كما قام الشيوخ الأفارقة بنشر الإسلام وثقافته وتمكنوا من نشر اللغة العربية على نطاق واسع في غرب أفريقيا، ومن هؤلاء الشيوخ: سليمان بال ، عبد القادر ، والحاج عمر ، حيث أنهم أول من طبقوا الحكومة الإسلامية في السنغال واستعملوا اللغة العربية في اداراتهم
- كما أن الشيوخ المسلمون المتصوفون في القارة الأفريقية كان لهم دور كبير لا يمكن تجاهله أو انكاره بالرغم من وجود العديد من الضغوطات ، حيث قام الشيخ أحمد والحاج ماك وغيرهم الكثير بدور كبير فى نشر تعاليم الدين الإسلامي في السنغال وكذلك الثقافة العربية فى بلاد السنغال.
- كما قاموا بترك العديد من المدونات فى اللغة العربية وآدابها ، كما يوجد العديد من العلماء اللذين أسهموا في اثراء المكتبة العربية الإسلامية بمؤلفاتهم ومدوناتهم.
تعلم اللغة العربية فى السنغال من الأمور الصعبة على الدارسين بالبلاد ، حيث لا توجد البيئة المناسبة للممارسة ، كما أن الطلاب في السنغال يفتقدون البيئة وانعدام المناهج المتطورة ، وهذا عائق كبير أمام انتشار اللغة العربية فى السنغال بين طبقات المجتمع، كما أن قسم اللغة العربية بجامعة الشيخ انتا يعمل بشكل مكثف على تطوير المناهج الحديثة لتيسير اللغة العربية للطلاب الدارسين فى القسم .
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال ، ونكون قد تعرفنا بالتفصيل على اللغة العربية في السنغال ، كما تعرفنا كذلك على أهم مراكز تعلم اللغة العربية في السنغال ، فضلا عن الإشارة إلى أهم المشكلات والتحديات التى تواجه تعلم اللغة العربية فى السنغال.